حوار مع اليمامة، مجلة أسبوعية شاملة تصدر عن مؤسسة اليمامة الصحفية بالرياض، العدد 2237، السنة الثانية والستون، السبت 9 صفر 1434هـ / 22 ديسمبر 2012م، ص58

 



 


أجرى الحوار: الصحفي: سامي صالح التتر




  •        ليست الأسماء نحن؛ فمن أنت؟

واحد من البشر, يريد أن يصدق عليه وصف الإنسان, ويحاول أن يكمل إنسانيته, ويترك أثرا باقيا, ويتجنب قوله تعالى (إن الإنسان لفي خسر).




  •        ما هو الطموح الذي تتمنى رؤيته في أحد أو كل أبنائك؟

مواصلة الدراسة والتعليم إلى نهاية المشوار, وتحصيل شهادة الدكتوراه.




  •         نطبل لطلاب أيام زمان, وكأننا نسينا أن مسرحية مدرسة المشاغبين, هي من مسرحيات أيام زمان؟

ما زلنا إلى اليوم في أيام زمان, ننظر بأعيننا إلى الخلف وليس إلى الأمام, نفكر بطريقة أيام زمان, في المظهر لنا صورة, وفي الجوهر لنا صورة أخرى مغايرة هي أقرب إلى أيام زمان.




  •        ما هي قضيتك المصيرية ككاتب؟

أن نتخلص كأمة من الجهل والتخلف والكراهية والانقسام والاستبداد, ونمتلك زمام العلم والتقدم والتضامن والعيش الكريم, لنستعيد دورنا الحضاري والإنساني الخلاق.




  •        وكباحث إسلامي؟

المهمة هي واحدة, لا فصل فيها بين قضية الكاتب والباحث والمفكر.




  •        وما الذي يثير فيك إثم الكتابة؟

أولئك الكثرة المتكاثرة الذين حولوا الكتابة إلى مهنة قابلة للبيع والارتزاق والإغواء والتضليل والتجهيل والتعمية وقول الزور.




  •         نختلف كثيرا في نقاشنا مع الآخر في جزئية ما.. ألا تعتقد أن هذه الجزئية بريئة من أحكامنا العراض؟

من العقل أن نختلف, ومن العقل أن نستمر في الاختلاف, ومن جمالية الحياة أن نختلف, ومن جمالية الحياة أن نستمر في الاختلاف, فالله سبحانه خلق الناس مختلفين, وأراد لهم أن يكونوا مختلفين, لكي يتعارفوا ويتواصلوا ويتعاونوا.


وأحكامنا تجاه الآخر غالبا هي أحكام غير أخلاقية وغير منطقية وغير موضوعية, تستند في أكثر الأحيان على المسبقات الذهنية والتاريخية, وعلى سوء الفهم, وتتأثر بظروف القطيعة والصدام.




  •         إلى أين يصل سقف الحرية في مفهومك؟

الحرية هي من أعظم الحقائق سحرا وتأثيرا في تاريخ الإنسان, وتاريخ الأمم والشعوب, وليس هناك نهضة من دون حرية, وليس هناك إبداع من حرية, وليس هناك تقدم من دون حرية, ولا يكتمل الإنسان إلا بالحرية, فهي التي تضع الإنسان أمام خيارين إما أن يكون عبدا أو يكون سيدا.


ومن الحرية أن يدافع الإنسان عن حرية غيره اختلف معه أو اتفق, وليس من الحرية سلب الحرية من الآخرين أو الانتقاص منها, وسقف الحرية هو أن تضمن حرية الجميع, وأن يشعر الإنسان أنه سيد نفسه.




  •        كيف تجد مستقبل الإعلام العربي في زحمة تطور التكنولوجيا في العالم؟

الإعلام العربي في زحمة تطور التكنولوجيا, لم يعد يتعرف على ذاته, ولم تعد له هوية واضحة, وأصبح لا لون له, ولا طعم, ولا رائحة.




  •        ما الذي يغيظك فيه؟

تبعيته واستهلاكيته وحاكمية المال عليه, وليس المبادئ والقيم.




  •         وما الذي يبعث على الأمل؟

وجود الإعلام الجديد الذي كسر احتكار الإعلام المحكوم بإطار علاقة الإعلام بالمال والسلطة والقوة.




  •        غير المكاسب المادية المشروعة, ماذا يحقق الأكاديميون من الكتابة في الصحف؟

التواصل مع الناس, والاقتراب من همومهم وقضاياهم, وتفهم معاناتهم ومشكلاتهم اليومية والحياتية, وإعطائهم الأمل, وبلورة الرؤية لهم, والتشاور معهم, وتنويرهم بالمستقبل  




  •         ألا تعتقد أن المنصب يحاصر الإعلامي ويحد من طموحه؟

يمكن أن يحصل ذلك في دول العالم الثالث, وقد يحصل العكس في دول العالم المتقدم.




  •         كمفكر إسلامي.. هل توجد حداثة إسلامية معاصرة؟

الحداثة حداثات, وقد وجدت أن الفكر الإسلامي المعاصر أخذ يتجاوز صدمة الحداثة إلى البحث عن حداثة إسلامية, الحداثة التي تعني اكتشاف قدرة ودينامية الإسلام والثقافة الإسلامية على مواكبة العصر, وتجدد الحياة, وتطور المعرفة, وتعاقب الزمن.




  •         وما وجه المقاربة بين الحداثة والاجتهاد؟

هذه مقاربة فكرية جادة وعميقة, وتتأسس على خلفية أن العناصر الرئيسية المكونة لمفهوم الحداثة, هي ذاتها العناصر المكونة لمفهوم الاجتهاد, وهي عناصر العقل والعلم والزمن.




  •         واقعنا العربي على الصعيد السياسي.. إلى أين يسير؟

العالم العربي أخذ يتغير سياسيا لأول مرة منذ مرحلة ما بعد الاستقلال الوطني, وأمامه مسارات وليس مسارا واحدا, وأسوء هذه المسارات هو الوقوع في فخ الفوضى والتفتيت والانقسام, والانتهاء إلى مصير ما يسمى بالدولة الفاشلة كما حصل في الصومال.




  •         هل جاء الوقت الذي نتعاون فيه مع دعاة السلام من اليهود ضد إسرائيل؟

ليست لدينا مشكلة مع اليهودية كدين, ولكن مشكلتنا مع الصهيونية كسياسة احتلال في فلسطين.




  •         ما الدور الذي ينبغي على المثقف أن يؤديه تجاه ما عصف بعالمنا العربي من متغيرات؟

التأكيد على حماية الوحدة الوطنية, والدفاع عن قيم التضامن الاجتماعي, ونبذ سلوكيات القطيعة والكراهية والانقسام.




  •         ما الذي يمكن أن يستجد في واقع ثقافتنا العربية المعاصرة؟

أسوء وأخطر ما يستجد هو الانقسامات والنزاعات المذهبية, وأفضل وأصوب ما يستجد هو البحث عن الشراكة الوطنية.




  •         وما صيغة الحوار الحضاري الذي يتماشى مع هذا الواقع؟

هو صيغة تعارف الحضارات الذي يرفع الجهل, ويحفظ الحقوق, ويحقق التواصل الفعال, ويزيل ذهنية الإلغاء والإقصاء.




  •         خطاب التنوير العربي من أطفأه؟

خطاب التنوير العربي أطفأته تبعيته لخطاب التنوير الأوروبي, وتحوله إلى ما يشبه الأيديولوجيا التي تقسم الناس تعسفا إلى تنويريين وظلاميين, وافتقاده إلى قوة المعنى والمضمون.




  •        ومن يتحمل مسؤولية إحيائه من جديد؟

الجميع عليه أن يتحمل المسؤولية علماء ومفكرين ومثقفين وأكاديميين, أفرادا وجماعات, نساء ورجالا.




  •         المثقف العربي.. هل أدى دوره الثقافي كما ينبغي؟

أكثر ما يتوجه النقد إلى المثقف العربي من المثقف العربي نفسه, على أنه لم يؤد دوره الثقافي كما ينبغي.




  •         كيف لنا أن ننجح في حوارنا مع الغرب؟

أن نتحول إلى أمة متقدمة لأن الحوار لا يمكن أن ينجح بين أمة متخلفة وأمة متقدمة.




  •         بماذا تحلم على الصعيد الشخصي؟

بناء مركز دراسات يتخصص في نهضة الأمة وتقدمها حضاريا.




  •         وعلى الصعيد العربي؟

أن ترجع فلسطين إلى أهلها, ويعود الفلسطينيون إلى أرضهم, ويتخلص العالم العربي من الاستبداد.




  •        تزييف المشاعر والانتماء حتى ولو كان مبرراً.. أليس هو في النهاية وجه آخر من أوجه النفاق؟

تزييف المشاعر والانتماء لا يمكن أن يكون مبررا على الإطلاق, وهو من أسوء وجوه النفاق.




  •         أيهما تفضل في علاقتك مع الآخرين.. الولاء المطلق أم الولاء الانتقائي؟

لا هذا ولا ذاك وإنما العلاقات السوية الواعية.




  •         من تعلم لغة قوم أمن مكرهم.. بماذا يذكرك هذا؟

إن العرب مسكونون بهاجس المكر, ولعل الأصح القول إن من تعلم لغة قوم استفاد من منجزاتهم.




  •         كيف نستطيع أن نستكشف دواخل الماكر؟

الماكر يفضح نفسه بنفسه, (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)




  •         ماذا نطلق على المتحايل على مبادئه؟

يخادع نفسه (وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)




  •         أنت من العازفين عن التردد على النوادي الأدبية والملتقيات الثقافية.. لماذا؟

النوادي الأدبية محكومة بمنطق الإدارة وليس منطق النهوض بالفكر, وما زالت تفتقد إلى النظر البعيد.




  •         الثقافة فعل وليست ورقاً.. هل أنت معي في ذلك؟

الثقافة هي تخلق وتخليق وتهذب وتهذيب وهي روح تولد طاقة وقوة هائلة ومتجددة, ولهذا فهي فعل وليست ورقا.




  •        لديك خطة نشاط ثقافي، ما أول ما تفكر به؟

بناء مكتبة عامة في كل ناحية وحي.




  •         متى تكون الثقافة منتجاً يحتاج إلى تسويق؟

الثقافة ليست منتجا حتى تحتاج إلى تسويق, وإنما هي غرس واستنبات, وروح وتخلق وتهذيب.




  •         لماذا ينحصر دور مثقفينا في تخاطبهم مع العالم الخارجي على إصدار البيانات الجماعية؟

من الأفضل التحول من إصدار البيانات الجماعية, إلى إصدار الأعمال والمؤلفات الجماعية.




  •         ما المشروع الكتابي الذي تعكف على إنتاجه الآن؟

إكمال مشروع ما أسميته بكتابات في الإسلاميات المعاصرة, الذي يناقش قضايا الإسلام والتجديد, الإسلام والحداثة, الإسلام والعقلانية, الإسلام والديمقراطية, الإسلام والإصلاح الثقافي, الإسلام والمرأة, الإسلام والعولمة, الإسلام وحقوق الإنسان, الإسلام والنزعة الإنسانية.




  •         أين يكمن جمال المرأة؟

المرأة كائن جمالي بطبعها وطبيعتها, وأجمل ما فيها عفتها وحياؤها.




  •         ولماذا يعجز بعض الرجال عن رؤيته؟

لعجز فيهم أو لاختلاف منظوراتهم الجمالية.




  •         مراهقة اللحظات هل هي حصر على الرجال؟

لا أظن ذلك.




  •         كيف كان دور المرأة في حياتك؟

هي أم وهي أخت وهي زوجة وهي بنت.




  •         أيهما يقدم تنازلات في حقوقه أكثر من الآخر.. المرأة أم الرجل؟

المرأة بالطبع ودائما, وهذا ما يعرفه الرجل قبل غيره.




  •         الرجال يطعنون النساء بسلاح الطلاق، فبماذا تطعن النساء الرجال؟

بالصمت أو الكراهية أو الخلع.




  •         رغبة المرأة في السيطرة بماذا تصطدم؟

بضعفها أو بجبروت الرجل أو بقصر نظرها أحيانا.




  •         للعانس اليائس.. هل هناك أفضل من زواج المسيار؟

هذا اختيار خاص بالمرأة ويحصل في ظروف خاصة, والمرأة هي أقرب من تقدره اختيارا لنفسها.




  •         أسوأ ما في شخصيتك؟

ما لا أعرفه عن نفسي.




  •         هل تعد نفسك إنسانا تقدميا؟

لا أزكي نفسي (فلا تزكوا أنفسكم)




  •         أين توقفت بك الطرق؟

ليس على مفترق طرق




  •         ما هو السؤال الذي تود أن توجهه إلى نفسك؟

أفضل أن أكتم هذا السؤال في نفسي.




  •         لديك بضع رسائل.. لمن توجهها؟ وماذا تقول فيها؟

الدكتور عبدالهادي الفضلي: عالم كبير يستحق تقديرا وتكريما وطن

زر الذهاب إلى الأعلى