رسالة التقريب, مجلة تصدر كل شهرين, العدد (72), ربيع الأول وربيع الثاني 1430هـ / 2009م

التعصب والتعصب المذهبي, وسبل التقريب


 





  •    في إطار حوارنا حول التعصب والتعصب المذهبي, لنبدأ أولاً بتحديد معنى التعصب, فما هو معنى التعصب في نظركم؟

التعصب هو نمط من السلوك يتصف بالتحيز الظاهر, والميل الشديد الذي يتداخل فيه ويتمازج العامل النفسي مع العامل الذهني, ويتمحور حول شيء ما, إما تجاه فكرة أو مبدأ أو معتقد, وإما تجاه شخص أو عشيرة أو جماعة, وبشكل يكون ظاهراً ومنكشفاً عند الآخرين.


والتعصب له صورتان, صورة مع, وصورة ضد, فتارة يكون التعصب مع شيء ما, وتارة يكون ضد شيء ما, وهذا الشيء إما أن يكون فكرة أو شخصاً, مبدأ أو جماعة, معتقداً أو عشيرة.


ودائماً ما يكون التعصب ناظراً إلى طرف آخر, وبدون هذا الآخر لا يكون للتعصب من حاجة أو معنى, وبالتالي فإن التعصب هو موقف سلوكي تجاه الآخر المختلف أو المغاير, فالذي يتعصب لفكرة يكون ناظراً لفكرة أخرى عند طرف آخر, ومن يتعصب لمبدأ يكون ناظراً لمبدأ آخر عند طرف آخر, ومن يتعصب لمعتقد يكون ناظراً لمعتقد آخر عند طرف آخر, وهكذا من يتعصب لشخص أو عشيرة أو جماعة.


والآخر في مثل هذه الحالة يمثل حاجة وضرورة لاستثارة روح التعصب, وتحريك كوامنه, وإطلاق دفائنه, وإشعال حميته. وبدون الآخر والاحتكاك به, والتعرض له, والتراشق معه, يخبو روح التعصب, ويفقد فورته وحرارته, ويصاب بالخمول والانطفاء.


وهذا يعني أن الآخر هنا يجري استحضاره بطريقة منقوصة ومشوّهة, ولأغراض توظيفية, ويتحول فيها إلى صورة نمطية تكون مبسطة بقصد التداول والتعميم السهل والسريع.


 




  •  بحسب هذا المعنى يكون التعصب شديد العلاقة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية, فكيف نستفيد من هذه العلوم وخبرتها في مواجهة ظاهرة التعصب التي تفشت في المجتمعات الإنسانية بصورة عامة؟

تقدم العلوم الاجتماعية الحديثة بصورة عامة, وعلم النفس الاجتماعي بصورة خاصة, خبرة معرفية ومنهجية ذات قيمة عالية في دراسة وتحليل وتفسير ظاهرة التعصب, خبرة لا يمكن الاستغناء عنها بأي وجه من الوجوه, بحيث يمكن القول إن كل حديث يتناول هذه الظاهرة, ولا يرجع لهذه الخبرة والاستفادة منها يعد ناقصاً ومبتوراً.


وهذا ما حاول التأكيد والبرهنة عليه الدكتور جون دكت أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة كيب تاون بجنوب أفريقيا في كتابه القيم (علم النفس الاجتماعي والتعصب), الذي أوضح فيه كيف أن العلوم الاجتماعية بدأت في السبعين عاماً الأخيرة ببذل جهود محددة لفهم طبيعة التعصب وأسبابه, وحققت خلال هذه الفترة إنجازات هامة.


وفي نطاق علم النفس الاجتماعي يرى جون دكت أن مفهوم التعصب ظهر كمشكلة في هذا الحقل في عشرينات القرن العشرين, وظل تيار البحوث يتدرج ويتطور ببطء خلال الثلاثينات والأربعينات, ولم يشهد تاريخ البحث تطوراً كبيراً ومتصاعداً حول هذا الموضوع إلا بعد الحرب العالمية الثانية, وهذا ما كشف عنه جوردن ألبورت في دراسته الهامة حسب وصف جون دكت, والتي حملت عنوان (طبيعة التعصب) الصادرة عام 1954م, إذ أشار فيها إلى عدد كبير من الدراسات والبحوث المتصلة بهذه القضية.


وفي المجال العربي, تمثل محاولة أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة الدكتور معتز سيد عبد الله في كتابه (الاتجاهات التعصبية), محاولة مهمة في الاستفادة من خبرة علم النفس وعلم النفس الاجتماعي في دراسة وتحليل وتفسير الاتجاهات التعصبية, وبذل جهداً واضحاً في التعريف النظري والإجرائي لهذه الاتجاهات, وخصائصها وعلاقتها بغيرها من المفاهيم الأخرى, وشارحاً الإطارات النظرية التي قدمت لتفسير اكتساب هذه الاتجاهات ونموها وارتقائها, إلى كيفية مواجهتها أو الوقاية منها.


وما يميز هذه المحاولة هو ما أوضحه المؤلف نفسه, حين اعتبر أن معظم الدراسات غير العربية التي تناولت هذه القضية, ارتبطت دائماً بظروف اجتماعية وسياسية مرت بها المجتمعات التي أجريت فيها هذه الدراسات, ولهذا كان التعصب العنصري هو أكثر أشكال التعصب التي نالت اهتماماً نظرياً وتطبيقياً, في حين أن هناك أنماطا أخرى مهمة لم تلق عناية مثل التعصب الديني والسياسي والاجتماعي.


لهذا فنحن بأمس الحاجة في الاستفادة من خبرة علم النفس الاجتماعي في دراسة ظاهرة التعصب التي بدأت تظهر وتتوسع في مجتمعات العالم العربي والإسلامي.


 




  • أمام هذا الكم الهائل من السلوك المتعصب الذي كان وما زال يصدر من الإنسان في المجتمعات الإنسانية على تنوع وتعدد دياناتها ومذاهبها, ثقافاتها ومعارفها, لغاتها ولسانياتها, فهل هذا يعني أن الإنسان هو كائن متعصب؟

التعصب هو أحد أشكال السلوك الذي يصدر من الإنسان, لكنه سلوك لا يحبذه غالباً العقلاء والحكماء من الناس. وهذا الشكل من السلوك يصدر من الإنسان مهما كانت عقيدته وانتماؤه الديني, وبغض النظر عن المستوى المدني والحضاري للإنسان, وبالتالي فإن التعصب لا ينبغي أن يتحدد وينحصر بدين معين, ولا بمستوى حضاري أو علمي أو اقتصادي محدد.


وهناك من المعاصرين من يرى أن الإنسان بطبيعته يميل إلى التعصب, كما لو أنه كائن متعصب, وفي هذا النطاق يمكن الإشارة إلى ثلاثة آراء متقاربة فيما بينها إلى حد كبير, الرأي الأول أشار إليه الفيلسوف الفرنسي بول ريكور الذي يرى أن التعصب يعبر عن ميل طبيعي موجود لدى جميع البشر, وكل شخص في نظره وكل فئة وجماعة تحب أن تفرض عقائدها وقناعاتها على الآخرين, وهي تفعل ذلك عادة إذا ما امتلكت القوة والسلطة الضرورية.


الرأي الثاني أشار إليه المؤرخ الفرنسي جاك لوغوف الذي اعتبر أن التعصب هو الموقف الطبيعي للإنسان وليس التسامح, والتسامح في نظره شيء مكتسب ولا يحصل إلا بعد تثقيف وتعليم وجهد هائل تقوم بها الذات على ذاتها.


الرأي الثالث أشار إليه المؤرخ التونسي وعميد كلية الآداب سابقاً في تونس الدكتور محمد الطالبي, الذي يرى أن الإنسان بطبيعته كائن متعصب, وأنه حيوان عدواني في جوهره كما نبه إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته, ويضيف الطالبي ولكن الإنسان يصبح متسامحاً بالضرورة عن طريق الذكاء أولاً, وعن طريق العقل ثانياً, لأنه مضطر للعيش في المجتمع والتعامل مع الآخرين يومياً, وبالتالي فلابد من تدجين مشاعره العدوانية لأنه لا يستطيع أن يعيش في حالة حرب كل يوم.


وردت هذه الآراء في كتاب حول التعصب الديني, وجاء متأثراً بأحداث الحادي عشرة من سبتمبر 2001م.


هذه الآراء لا يمكن الجزم بها كلياً, فهي تنتمي إلى نسق اجتماعي وفلسفي يغلب النزعة العدوانية في النظر إلى الكائن الإنساني, ويقابلها نسق اجتماعي وفلسفي آخر يغلب النزعة غير العدوانية.


وخطورة التعصب حينما يتحول إلى اتجاه عند الإنسان وفي المجتمع, ومفهوم الاتجاه في تحليل علماء النفس, يتكون من ثلاثة أبعاد مترابطة هي: المكوّن المعرفي ويقصد به المفاهيم والتصورات والمعتقدات, والمكوّن الوجداني ويقصد به المشاعر الوجدانية الداخلية, والمكوّن السلوكي ويقصد به الميول والاستعدادات السلوكية.


 




  • بالتحول إلى التعصب المذهبي بوصفه أحد أكثر أشكال التعصب الذي ابتليت به المجتمعات الإسلامية في مراحل تاريخية عديدة, كيف نعرف معنى التعصب المذهبي؟

عند الرجوع إلى المعنى العلمي للتعصب يمكن القول أن التعصب المذهبي هو نمط من السلوك الذهني والنفسي, يتصف بالتحيز الظاهر والميل الشديد لمذهب من المذاهب, ويكون ناظراً إلى باقي المذاهب الأخرى الموجودة في المجتمعات الإسلامية, إما بنوع من التفكير السيئ, وإما بنوع من الاتجاه السلبي, وإما باتخاذ موقف عدائي يكون ظاهراً ومنكشفاً للآخرين.


بمعنى أن التعصب لا يمكن إخفاؤه أو التستر عليه, وليس في رغبة من يلتزم بهذا السلوك المتعصب, أن يخفي هذا السلوك أو يتستر عليه, ولا يحتمل ذلك عادة نفسياً وذهنياً.


والمشكلة في التعصب المذهبي, تكمن في طريقة الفهم والنظر والتعامل مع باقي المذاهب الأخرى, إما بإظهار العداء لها, وإما بالاستنقاص منها, وإما بتشويه صورتها, وعلى أساس الجهل ونقص المعرفة بهذه المذاهب, وعدم العناية ببذل الجهد في تكوين المعرفة بهذه المذاهب.


وعلى هذا الأساس يمكن القول أن التعصب المذهبي, إنما ينشأ ويتشكل في أرضية ومناخ القطيعة والانغلاق عن باقي المذاهب الأخرى, وعلى خلفية البناء والتكوين الأحادي والمنقطع عن معارف المذاهب الأخرى وعلومهم ومراجعهم ومصادرهم, وهي الطريقة التي تخرج ذهنيات لا ترى الحق إلا عندها وما سواها إلا في ضلال مبين, وتصوب نفسها دائماً وتخطئ غيرها.


 




  • متى عرف المجتمع الإسلامي التعصب المذهبي.. وما هي أهم أسبابه؟

عرف المجتمع الإسلامي أنماطا عديدة من أنماط التعصب, ومنها التعصب المذهبي, كغيره من المجتمعات الإنسانية المعرضة لهذه الآفة, وليس هناك مجتمع محمي بالمطلق من هذه الآفة, لكن الذي يختلف من مجتمع لآخر هو أنماط التعصب, فالتعصب المذهبي هو أحد أكثر أنماط التعصب بلاء وصدوراً في المجتمعات الإسلامية.


 ولا يظهر التعصب عادة إلا في ظل تأزمات فكرية, ويكون هو من تجليات هذا التأزم الفكري, وذلك لأن التعصب لا ينشأ من الدين أو المذهب, وإنما من الفكر الذي يكوّن المعرفة بالدين أو المذهب.


لهذا يمكن القول أن التعصب المذهبي إنما ظهر وعرف في المجتمع الإسلامي إلا في ظل تأزمات فكرية, تسببت في قطيعة وكرست انغلاقاً بين أتباع المذاهب الإسلامية, واشتدت هذه الخطورة حين اتصلت التأزمات الفكرية بالمصالح السياسية.


 




  • ما هي أهم آثار التعصب المذهبي في المجتمعات الإسلامية؟

التعصب المذهبي كانت له آثار خطيرة في المجتمعات الإسلامية, فقد كرس الفرقة والخصومة والانقسام في هذه المجتمعات, وتسبب في إشاعة ثقافة الكراهية والبغضاء بين الناس, وعزز القطيعة والانغلاق بين أتباع المذاهب الإسلامية, وأحدث ضعفاً وخلخلة في بنية ومؤسسات هذه المجتمعات, وأعاق نموها وتطورها, وشل إرادتها وقدرتها على التقدم والنهوض, وحجب عنها النظر إلى المستقبل بأمل واعد.


كما أن التعصب المذهبي يصيب المجتمعات بالمرض, ويحولها إلى مجتمعات مريضة, يغلب عليها الضعف والفتور والاحتقان. يضاف إلى ذلك أن التعصب المذهبي هو أشبه بالتلوث الذي يصيب المجتمعات, ويكون أشد خطورة من التلوث البيئي, وتنبعث منه الروائح الكريهة, وترتفع فيه الأدخنة السوداء.


هذه بعض المظاهر والآثار التي تكشف عن مدى خطورة التعصب المذهبي حين يتفشى في مجتمع من المجتمعات.


 




  • التقريب بين المذاهب الإسلامية أحد الطرق المؤدية إلى وحدة الأمة الإسلامية, فما رأيكم بمفهوم التقريب؟ وكيف تصورونه لأبناء المجتمع الإسلامي؟

اكتسب مفهوم التقريب أهميته وحيويته من ارتباطه بأول تجربة عرفها العالم الإسلامي في القرن العشرين, وهي تجربة دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تشكلت في القاهرة, في النصف الثاني من أربعينات القرن العشرين, وكانت تجربة رائدة ومتقدمة في هذا المجال.


 واتخذت هذه التجربة من التقريب مفهوماً ومجالاً وحقلاً لعملها وحركتها وأنشطتها, فهي التجربة التي عرفت بمفهوم التقريب, وبفضل هذه التجربة اكتسب مفهوم التقريب إرثاً وتراثاً ثرياً ولامعاً, وأخذ هذا المفهوم طريقه نحو التبلور والصعود, وأصبح واحداً من أنشط الأفكار تداولاً في مجال الحديث عن وحدة الأمة, والعلاقة بين المذاهب الإسلامية.


واستعاد مفهوم التقريب تجدده وحيويته مع تكوين المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران, الذي اتخذ من التقريب أيضاً مفهوماً ومجالاً وحقلاً لعمله وحركته وأنشطته.


ومن جهتي فإن أصوب المعني الذي حدده المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية لمعنى التقريب, الذي شرحه في استراتيجية التي أعلن عنها سنة 20002م, وحسب وجهة نظر المجمع فإن التقريب يعني: التقارب بين أتباع المذاهب الإسلامية بغية تعرف بعضهم على البعض الآخر, عن طريق تحقيق التآلف والأخوة الدينية, على أساس المبادئ الإسلامية المشتركة الثابتة والأكيدة.


 




  •  ما هي أهم السبل وأقربها للتقريب؟ وكيف يمكن اجتياز عقبات التعصب المذهبي؟

التقريب والتعصب مفهومان لا يلتقيان, وإذا حضر احدهما انتفى المفهوم الآخر, لأن التقريب فيه اعتراف بالآخر, ويحصل بين الذين يعترفون لبعضهم بعضاً, والتعصب فيه نفي للآخر, ويظهر عند الذين لا يعترفون بغيرهم.


 ومن جهة أخرى, كلما اتسعت دائرة التقريب, وتنامت ثقافة التقريب, تضيقت دائرة التعصب, وذلك لأن التقريب يتيح إمكانية تكوين المعرفة بالمذاهب الأخرى, ومتى ما تحققت هذه المعرفة يتلاشى التعصب ويضمحل عادة, باعتبار أن التعصب إنما ينشأ ويتشكل على أرضية الجهل بالآخر, والقطيعة معه وبعلومه ومعارفه وتاريخه وتراثه.


وسبل التقريب هي كل ما يحقق تقارب وجهات النظر بين أتباع المذاهب الإسلامية, ويساهم في تعميق المعرفة, ورفع الجهل وسوء الفهم, وكل ما يعزز التآلف والتفاهم, ويكرس الأخوة الإسلامية بين أتباع هذه المذاهب.


 ولعل من أهم هذه السبل هو تكوين المؤسسات والهيئات والمراكز والجمعيات العلمية والثقافية والاجتماعية والحقوقية والتربوية والإعلامية المشتركة, وعلى أساس تعدد وتنوع المذاهب الإسلامية.


 




  • كيف ترون دور مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران, في عملية التقريب؟ وكيف تقومون مسيرته؟

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران, الذي بدأ عمله سنة 1990م, هو الذي ورث واستعاد تجربة وإرث جماعة دار التقريب في القاهرة. ويمثل هذا المجمع اليوم أكبر مؤسسة إسلامية تعنى بشؤون التقريب على مستوى الأمة, كما أنه المجمع الوحيد الذي ينظم مؤتمراً دولياً سنوياً يعنى بشكل متخصص بقضايا ومسائل التقريب بين المذاهب الإسلامية, ويجمع في هذه المؤتمرات عدداً كبيراً من رجالات وشخصيات التقريب في الأمة, وله الفضل الكبير في تعريف الأمة برسل وشخصيات التقريب من مختلف المذاهب الإسلامية.


وقد استطاع المجمع أن يتوسع ويطور من إمكاناته وقدراته العلمية والأكاديمية, فعنده اليوم جامعة أكاديمية متخصصة هي جامعة المذاهب الإسلامية التي تأسست سنة 1992م, وتضم ثلاث كليات هي: كلية الفقه والحقوق, وكلية علوم القرآن والحديث, وكلية الكلام والفلسفة والأديان, وهي عضو في الاتحاد العالمي للجامعات الإسلامية.


إلى جانب هذه الجامعة هناك مركز البحوث العلمية للمجمع الذي تأسس سنة 1991م, وقد أنجز هذا المركز إصدار مجموعة كبيرة من المؤلفات المهمة والفعالة جداً في تدعيم مسلكيات التقريب والوحدة في الأمة, وبلغات عديدة.


لهذا يعد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية, من أنشط المؤسسات الإسلامية الدولية في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية, وأمينه العام اليوم سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري يعد من أكبر أعلام وشخصيات التقريب على مستوى الأمة الإسلامية اليوم.


 




  • باعتباركم من المشاركين في مؤتمرات الوحدة الإسلامية, وبصفتكم عضواً في الجمعية العمومية للمجمع, فما هو الدور الذي تقومون به في مجال التقريب؟

كنت ملتزما بهذا النهج التقريبي والوحدوي, منذ انخراطي في هذا المسلك الفكري والديني, قبل ما يزيد على ربع قرن من الزمان, وما زلت على هذا النهج ولم يتغير أو يتراجع, ولم أحيد عنه أو أخرج عليه, وذلك لقناعتي الراسخة والثابتة بهذا النهج, ولأنني أرى في هذا النهج انسجاما مع نفسي, وظلت هذه القاعة تتنامى وتتراكم وتتجدد مع مرور الوقت.


وفي هذا السياق نشرت العديد من الكتابات والمقالات, ولعل أسبق هذه المقالات, مقالة بعنوان (أزمة الحوار بين الحركة الإسلامية السنية والشيعية إلى متى؟), نشرتها في مجلة العالم الصادرة آنذاك في لندن سنة 1991م.


كما نشرت بعض المؤلفات أيضاً, مثل كتاب (خطاب الوحدة الإسلامية.. مساهمات الفكر الإصلاحي) صدر سنة 1996م, وقبله كتاب (الوحدة والتعددية والحوار في الخطاب الإسلامي المعاصر) صدر سنة 1994م, ويتصل بهذا السياق كذلك, كتاب عن مالك بن نبي بعنوان (مالك بن نبي ومشكلات الحضارة) صدر سنة 1992م.


وتجلى هذا الاهتمام بصورة واضحة وثرية في مجلة الكلمة التي صدرت سنة 1993م, والتي تعد بشهادة الكثيرين أنها واحدة من أبرز المجلات الفكرية الإسلامية التزاماً بنهج التقريب والوحدة, ونشرت على صفحاتها العديد من المقالات والدراسات في تدعيم هذا النهج.


إلى جانب المشاركة في العديد من الندوات والمؤتمرات المتصلة بهذا النهج, ومنها المشاركة في اجتماع الخبراء لمناقشة مشروع استراتيجية التقريب بين المذهب الإسلامية, الذي دعت إليه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو, وعقد في العاصمة الأردنية عمان سنة 2001م, وهي الاستراتيجية التي اعتمدها المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية في طهران سنة 2003م.


بالإضافة إلى التعاون مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران, إلى جانب نشاطات أخرى.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى