نقاش حول واقع البحث الفكري في السعودية

فتحت صحيفة عكاظ السعودية الحديث عن قضية واقع البحث الأدبي والفكري في السعودية مقارنة بنظيره في العالم العربي, من حيث القوة والضعف. شارك في مناقشة هذه القضية مجموعة من الباحثين والمفكرين, ومن هؤلاء الأستاذ زكي الميلاد, وهذا هو نص المشاركة:

ما معنى السؤال عن موقع البحث الأدبي والفكري في بلدنا السعودية, عن مثيله في العالم العربي؟

يصلح هذا السؤال أن يكون مدخلاً لتكوين نظرة نقدية وتقويمية لعموم البحث الأدبي والفكري عندنا, وطبيعة حركته ومسلكياته, والكشف عنه فيما إذا كان هذا البحث, مواكب لمثيله في العالم العرب؟ أم متأخر عنه؟ أم متقدم عليه؟

كما يصلح هذا السؤال أيضاً, أن يشكل مدخلاً لتكوين نظرة تركيبية وجامعة لعموم البحث الأدبي الفكري عندنا, النظرة التي تستحضر معها جميع مكونات البحث الأدبي والفكري, وروافده المتعددة, ومختلف أبعاده ومنجزاته, وتنوع مقولاته واجتهاداته, ليكون في مستوى الكفاءة والجدارة, وفي المستوى اللائق به حين يقارن أو يقارب أو يعادل هذا المجال, بنظيره في العالم العربي.

ومن جهة ثالثة يصلح هذا السؤال لأن يشكل مدخلاً في تكوين نظرة استشرافية ومستقبلية لحركة البحث الأدبي والفكري عندنا, والتعامل مع البحث الأدبي بمنظورات التحليل المستقبلي ومناهج الدراسات المستقبلية, سعياً وتطلعاً نحو المزيد من التطور والتقدم. لأن وضع البحث الأدبي لدينا في سياق التناظر مع مثيله في العالم العربي يفترض أن يحفز نحو مزيد من التغير والتطور, والبحث عن التقدم ليكون بحثنا للأدب في المستوى المتقدم والرفيع.

ومن جهة رابعة يصلح هذا السؤال لأن يشكل مدخلاً  للبحث عن تطوير آفاق التواصل والتفاعل والانفتاح بين بحثنا الأدبي ونظيره في العالم العربي, خصوصاً بعد اتساع دائرة ومساحة إطلالة بحثنا الأدبي على العالم العربي.

ولا يكفي النظر لهذا السؤال كيف نفهمه نحن؟ أو ما هي إجابتنا نحن عليه؟ بدون الوصول والتعرف على وجهات نظر الناظرين لهذا السؤال في العالم العربي. فأمام هذا السؤال هناك ناظر وهناك منظور إليه, الناظر نحن الذين نكون في الداخل, والمنظور إليه هم الذين يكونون في الخارج. وإذا أردنا أن نقرر رؤية محددة يمكن القول أن هناك تقدما في البحث الأدبي على مستوى الأشخاص, وتأخرا على مستوى المؤسسات.

اعد المشاركات الأستاذ احمد عايل فقيهي, ونشرت في يوم الخميس 8 جمادى الآخرة 1426هـ / 14 يوليو 2005م, العدد 14201