منهج التعامل مع التراث
شارك الأستاذ زكي الميلاد بمحاضرة بعنوان ( منهج التعامل مع التراث ) في المنتدى الثقافي لإثنينية سماحة الشيخ حسن النمر بمدينة الدمام. وقد تضمنت المحاضرة على محورين أساسيين: المحور الأول وكان حول مقدمات في المنهج, والمحور الثاني وكان حول طبيعة المشكلة الفكرية في النظر أو التعامل مع التراث.
في المحور الأول عالجت المحاضرة ثلاث مقدمات هي: أولاً ما هو مفهوم التراث؟ وكيف يعرفه الباحثون والمشتغلون بالدراسات الفكرية والمعرفية من المعاصرين, ومن ثم مناقشة هذه المفاهيم والتعريفات. والذي يراه المحاضر في هذا الشأن أن التراث هو كل ماله خاصية وقابلية الانتقال من الماضي إلى الحاضر, إما لاعتبارات مرتبطة بالحاضر وحاجاته ومقتضياته. وإما لاعتبارات مرتبطة بالماضي أي بالتراث نفسه بحيث تكون له خاصية الفعل والحركة والتأثير.
المقدمة الثانية في التفريق بين مفهوم التراث ومفهوم النص ومفهوم التاريخ. وهي المفاهيم التي تختلط فيما بينها, وتلتبس في عمليات الفهم والتفسير عند الكثيرين. ويرى المحاضر أن التراث يختلف من حيث المعنى والطبيعة والمصدر والمجال عن مفهوم النص. فالتراث له صفة المنجز الفكري الإنساني, وهو من حيث الطبيعة له خاصية النسبي والمتغير الذي يقبل الصواب والخطأ, وموافقة الحق والواقع أو مخالفتهما, ومصدره الإنسان , ومجاله الفكر. أما النص فهو ما كان مصدره الوحي كتاباً وسنة, وبهذا المعنى يكون للنص صفة التنزيل الإلهي, ومن حيث الطبيعة له خاصية المطلق والثابت, والذي لا يقبل إلا الصواب وموافقة الحق والواقع. وأما التاريخ فإن موضوعه ومجاله الوقائع والحوليات والحوادث التي تؤرخ للأشخاص والأحداث.
المقدمة الثالثة حول ما هو المقصود بمنهج التعامل مع التراث؟
يرى المحاضر أن هذه المقولة تختزل جوهر المشكلة المنهجية في قضية التراث. وهذا يعني أن المشكلة ليست في التراث وإنما في المنهج الذي يستخدم في النظر إلى التراث.
وأما في المحور الثاني فقد عالجت المحاضرة طبيعة المشكلة الفكرية في النظر إلى التراث. واعتبر المحاضر أن هناك ثلاث صور لهذه المشكلة. الصورة الأولى وترتبط بالخطابات الإسلامية, الصورة الثانية وترتبط بالخطابات العربية غير الإسلامية, والصورة الثالثة مشتركة بين الخطابات الإسلامية وغير الإسلامية.
حضر المحاضرة حشد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي. وعقدت بتاريخ 22 صفر 1425هـ الموافق 12 ابريل 2004م