9 ـ 7ـ 2005م

مناقشة لفكرة التراث

نشر الدكتور أحمد البغدادي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت, في زاويته الأسبوعية (أوتاد) التي ينشرها في صحيفة السياسة الكويتية, مقالة بعنوان (المشكلة في التراث وليست فينا) ناقش فيها فكرة الأستاذ زكي الميلاد حول التراث كما جاءت في كتابه (من التراث إلى الاجتهاد). وقد جاء في هذه المناقشة ما نصه:


يقول الكاتب الباحث في الدراسات الإسلامية زكي الميلاد ما نصه: السؤال المعرفي يتأسس على خلفية أن المشكلة ليست في التراث, وإنما في طريقة فهمنا لهذا التراث. والسؤال المنهجي يتأسس على خلفية أن المشكلة ليست في التراث, وإنما في طريقة تعاملنا مع هذا التراث, لذا فهي مشكلة في المعرفة والمنهج. (من التراث إلى الاجتهاد ص7)


لنذكر أولاً أن الأستاذ زكي من أبناء الطائفة الشيعية المتميزين بالتسامح والانفتاح العقلي وتقبل الرأي الآخر, وهو ما يشكر له ويحمد عليه, لهذا أؤمن بأنه صادق في أطروحاته. وحين قرأت له أول مرة, ومازلت لم أصدق أنه ينتمي إلى الفكر الديني, بل ظننته ليبرالياً, وللأسف أنه قد استاء من هذا الرأي بكل ود حين قابلته في إحدى الندوات في قطر. لكن اعتقد خلافاً له في رأيه حول التراث وعلاقتنا به, في أن المشكلة في التراث وليست فينا, آخذين بعين الاعتبار جدياً مسألة الفهمين السني والشيعي لهذا التراث.


لنعرف أولاً, ما هو التراث؟ التراث هو مجموع ما تركه لنا الأولون من شروحات وتفسيرات خاصة في كتب الفقه والدين عموماً, وأقول خاصة لأن التراث الأدبي والتاريخي ليس موضع بحث في مجالنا الذي نناقشه, ذلك أن التراث الديني هو المشكلة والعقدة…


الأطروحة الرئيسية لكتاب الأخ زكي الميلاد تتمثل في ضرورة قراءة التراث قراءة جديدة في كل عصر, هذا إذا كنت مصيباً في فهمي لما كتب وشرح, لكن هل من الممكن فعلاً إعادة القراءة في كل عصر دون خلخلة البنية الفكرية لهذا التراث؟ وهل القراءة ذاتها ـ بافتراض حدوثهاـ هي نفسها لدى الشيعة والسنة؟..


إعادة القراءة التي يطلبها الأخ زكي هي فهمنا للتراث, لكن هل يسمح لنا حراسه المدججون بالخناجر والسيوف بالاقتراب من التراث؟


ـ نشر المقال بتاريخ الأربعاء 22 جمادى الأولى 1426هـ / 29 يونيو 2005م.

زر الذهاب إلى الأعلى