11 ـ 2 ـ 2005م

مداخلة حول دور المثقف في تشريح وتفكيك ظاهرة الإرهاب

ما هو دور المثقف في مواجهة ظاهرة الإرهاب, وفي تفكيك اديولوجية هذه الظاهرة, وتشريحها ثقافيا. حول هذا القضية استطلعت صحيفة عكاظ أراء نخبة من الكتاب والباحثين السعوديين, ومن هؤلاء الاستاذ زكي الميلاد


الذي وصف ظاهرة الإرهاب بأنها ظاهرة مركبة ومعقدة.. مركبة بمعنى أنها تتشابك في داخلها مجموعة من الأبعاد والعناصر المكونة لها, ولكن نفهم هذه الظاهرة نحن بحاجة إلى نتوغل إلى تلك الأبعاد والعناصر المكونة لها من الداخل. وبهذا المعنى يمكن القول بأن ظاهرة الإرهاب لها أبعاد سياسية, ولها أبعاد اقتصادية, ولها أبعاد اجتماعية, ولها أبعاد تربوية, ولها أيضاً وهذا هو المهم أبعاد ثقافية. وهي ظاهرة معقدة بمعنى أن لها امتدادات قديمة, أو تحاول أن تستعين بامتدادات قديمة. بمعنى أن ظاهرة الإرهاب ليست ظاهرة تتحدد بزمنها ومدتها وإنما لها جذور وامتدادات سابقة عليها. ولكي نفهم هذه الظاهرة نحن بحاجة إلى أن نشخص تلك الامتدادات القديمة, التي تشكل سياقات تلك الظاهرة.


الجانب الآخر أن ظاهرة الإرهاب لها صورة خارجية تتحدد في الملامح والسمات التي تظهر عليها في نشاطاتها السلوكية, كاستخدام العنف ووسائل القوة, وترويع الناس, وخلق أجواء متشنجة, وتدمير المنشآت.. إلى غير ذلك. هذه كلها ملامح النشاطات السلوكية الخارجية لهذه الظاهرة, وهناك صورة داخلية لهذه الظاهرة تتمثل في منظومة الأفكار والمفاهيم, وفي هذا الجانب يتحدد دور المثقف, فهو الأقدر على تشريح هذه الظاهرة وتفكيكها ثقافيا.

نشرت هذه المداخلة يوم الأربعاء 30 ذو الحجة 1425هـ / 9فبراير 2005م, العدد 14046

زر الذهاب إلى الأعلى