30 ـ 7 ـ 2004م

زكي الميلاد: النقد الديني للحداثة

       في زاوية الثقافة والفكر نشرت صحيفة إيران الصادرة باللغة الفارسية في طهران, بتاريخ 7 يوليو 2004م. مقالة عن الأستاذ زكي الميلاد, تناولت الحديث عن أفكاره, واهتمامه بالفكر الإسلامي. حمل المقال عنوان ( زكي الميلاد: النقد الديني للحداثة ) وصحيفة إيران من الصحف الواسعة الانتشار في الجمهورية الإسلامية. وهذا هو نص المقال:

زكي الميلاد: النقد الديني للحداثة

       زكي الميلاد كاتب وباحث من العربية السعودية. أتم دراسته في الحوزة حتى المراحل المتقدمة, وظل مشتغلاً بالنشاط العلمي والثقافي لسنوات عدة. ويرأس تحرير مجلة الكلمة, التي تصدر في لبنان ، وقد نشر كثيراً من إنتاجه في هذه المجلة. والسمة التي اختارها زكي الميلاد لنفسه هي باحث في الفكر الإسلامي، ومن كتبه: ( الفكر الإسلامي.. قراءات ومراجعات )، ( الجامع والجامعة والجماعة )، (تحولات الفكر والثقافة في الحركة الإسلامية )، ( الحركة الإسلامية وآفاق العمل الفكري )، ( الفكر الإسلامي بين التأصيل والتجديد ).

       ومنذ بداية تسعينيات القرن العشرين, يبدي زكي الميلاد اهتمامه بالنظر في مسائل وظواهر ووقائع الفكر الإسلامي, ويدرس التحولات والمستجدات في الفكر الإسلامي في إطار علاقته بالواقع المعاصر. ومؤلفاته في هذا الباب تربو على أربعة عشر كتاباً، وترجمت بعض مقالاته ونشرت في مجلة تعنى بالدراسات تصدر في واشنطن بالإنجليزية.

ويرى زكي الميلاد، أن تجديد الفكر هو مفهوم بنيوي وعميق، بمعنى أن المفكر المعاصر يستطيع أن يعمق مفهوم الإحياء، وفي هذه الحالة يكون إحياء العلوم مقدمة لتجديد الفكر.

      

وقد أطلق الكاتب لفظ التحولات على تجديد الفكر، وهذه التحولات تطرأ على الفكر الإنساني بصورة غير منتظمة وغير سلوكية. وهو حين يبحث عن المفاهيم والمعاني الدقيقة للألفاظ والمصطلحات يرى أن تجديد الفكر يختلف حتى عن عصرنة الفكر، فعصرنة الفكر من الملامح المكونة لتجديد الفكر، وبهذا يكون مفهوم تجديد الفكر أوسع من عصرنة الفكر. وباعتقاده أن معظم وقائع الفكر الإسلامي المعاصر, مدينة لوقائع العقود الأولى من القرن العشرين.

       ومن بين الاتجاهات الجديدة في العالم الإسلامي السلفية العقائدية وغيرها، ويستحسن زكي الميلاد نهج الاعتدال والاجتهاد الذي يحمل رؤية إسلامية وعصرية. ومن نماذج هذا الاتجاه في نظره وهم من جمعوا بين العلوم الدينية، التي تدرس في الحوزات، والعلوم الحديثة, ويعدون هؤلاء منشأَ لتغيرات اجتماعية وثقافية وسياسية, أمثال السيد جمال الدين الأفغاني, والشيخ محمد عبده, ومحمد إقبال اللاهوري, والسيد عبد الحسين شرف الدين, والسيد محسن الأمين, والسيد محمد باقر الصدر, والشيخ مرتضى المطهري, والشيخ محمد مهدي شمس الدين, والشيخ محمد الغزالي, والشيخ يوسف القرضاوي.

       وبنظر الكاتب، فإن الفكر الإسلامي في العقود الأخيرة من القرن العشرين, اتسم بوعي ذاتي ملفت للنظر تجاه مسائله ومواضيعه ومشكلاته. “1” ومن المباحث التي تعرض لها زكي الميلاد: التعددية، الديموقراطية، الحداثة، حقوق الإنسان، مسألة المرأة، الحركة الإسلامية, والنظام العالمي الجديد، حيث بحث في ترددات هذه المفردات في كتابات مفكري العالم العربي.

التعددية

       إن معظم الحركات الإسلامية المعاصرة – من الناحية الفكرية والتنظيمية – لا تؤمن بالتعددية، أو على الأقل لا ترى فيها ضرورة أو فائدة. إن ألفاظاً مثل التعدد والتكثر – والتي هي مساوية في المفهوم لـ ” الأحزاب ” و ” التحزب ” – ليس لها مكانة هامة في القاموس العربي. ويعتقد زكي الميلاد أن الجوهر الداخلي للتعددية والتعددية السياسية هو الاعتراف بالحرية والتعايش السلمي على قاعدة لا ضرر ولا ضرار، والفلسفة العظيمة لهذه المقولة هي الحقيقة المطابقة للفطرة والوجود وقوانين الحياة، بل هي نعمة إلهية. والتعددية السياسية من سمات الشورى والحرية في الإسلام، لأن الحرية، أي حرية الفكر، متحدة مع حق إبداء الرأي, والترابط مع نظرائنا في الفكر, وإبراز ذلك الترابط. ” 2 ”

       وللتعددية ثلاثة أنماط في الدولة الإسلامية:

       1 ـ التعددية القائمة على طرق إسلامية، وهذا النمط من التعددية هو الذي يرتضيه المفكرون الإسلاميون, وخصوصاً بعض الفقهاء كالسيد محمد الشيرازي.” 3 ”

       2 ـ التعددية القائمة على طرق غير إسلامية، وهذا النمط يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام: الأحزاب المعارضة علناً للمبادئ الإسلامية كالماركسيين والشيوعيين, وبعض الأحزاب العلمانية المتطرفة. والأحزاب التي لا تحارب الإسلام علناً بل حتى خفية، كالمؤيدين لليبرالية والعلمانية. والأحزاب غير العقائدية مثل حزب الخضر الذي يهتم بشؤون البيئة. ويختلف المفكرون الإسلاميون مع القسم الثاني من هذا النمط من التعددية, ولكنهم يرفضون القسم الأول منه.

       3 ـ التعددية في نطاق الأقليات، والأقليات هي الجماعات التي تدين بغير الإسلام كأقباط مصر, ويهود المغرب. ويرى بعض المفكرين الإسلاميين أن هذه الجماعات لها الحق في تشكيل الأحزاب, والدفاع عن مصالحها, وحقوقها الدينية والمدنية, كحق التعليم, والأمن, والخدمات الصحية, وحق العمل, وأمثال ذلك، شرط أن تعمل هذه الأحزاب وفق القوانين الإسلامية ولا تتمرد عليها 3.

       ويستنتج زكي الميلاد من لسان وجهات النظر الفقهية أن الأحزاب التي لا تخرج عن الإطار الإسلامي – حتى لو لم يكن لها ميول إسلامية – يمكن لها أن تعمل بحرية.

الديمقراطية

       بعد أن يبحث الكاتب موقع الديمقراطية في كتابات المفكرين الإسلاميين, يستنتج أن التساؤلات المثارة حول هذه المسألة, في أواخر القرن العشرين, هي نفسها التي أثيرت في القرن التاسع عشر. هل الإسلام يرفض الديمقراطية؟ هل يوجد نوع من الديمقراطية الإسلامية يتعارض مع الديمقراطية الغربية ؟ هل نرفض كل مفردات الديمقراطية أو إن علينا أن نقبل بعضاً منها ؟ هل يمكن إدخال الديمقراطية تحت الشورى ؟ وهل …

       ويرى أن التموجات الفكرية المعاصرة في العالم الإسلامي تنظر إلى مسألة الديمقراطية بنظرة منفتحة، بل إن الفكر الإسلامي والعربي, يرى أن هويته مرهونة بإقرار الديمقراطية، مع التفاته للجوانب السيئة للعلمانية والثقافات الأوروبية في هذه المسألة.

       ويطلب الكاتب من الاتجاهات والأحزاب الأخرى التي تريد أن تتعرف على الإسلاميين وفكرهم أن يرجعوا إلى مصادر الجيل هؤلاء وكتبهم ليدركوا بإنصاف أن مسألة الديمقراطية في تجربة الحركة الإسلامية لها مكانة سامية، ولأنها أثمرت في جو إسلامي, واستفادت من الأسس الدينية, فلا ينبغي أن تعد مستوردة من الغرب.” 4 ”

الحداثة

       هناك بعض المفكرين الإسلاميين المعاصرين يرون أن تقديم الإسلام برؤية عصرية ينبغي أن يكون بعيدا عن الالتقاط والتلفيق, ويسوق زكي الميلاد أمثلة على ذلك في مجال الثقافة فيذكر الشيخ مرتضى المطهري, والعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي، والشيخ محمد جواد مغنية، السيد محمد باقر الصدر، أنور الجندي، الدكتور جمال الدين عطية, ومجلته ” المسلم المعاصر”، وفي مجال التفسير يذكر تفسير آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ” تفسير ( الأمثل )، وتفسير السيد محمد تقي المدرسي ( من هدى القرآن )، و( التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج ) وكاتبه الدكتور وهبة الزحيلي.

       ويعد أيضاً المجددين وأصحاب الفكر العصري في مجال الققه، فيذكر آية الله الإمام الخميني, آية الله السيد محمد الشيرازي، آية الله حسين علي المنتظري، والمجموعة الخاصة العاملة تحت إشراف آية الله السيد علي الخامنئي, والتي تحاول تحديد الأحكام الفقهية حول المسائل المستجدة والمعاصرة. وكذلك يذكر من أهل السنة الشيح يوسف القرضاوي.” 5 ”

       ويرى زكي الميلاد أن من المسائل الأساسية في باب المعارف الإسلامية, والتي هي من موارد الجدل بين التقليد والحداثة, مسألة الفقيه والمثقف. ويرى أن بين الفقاهة والثقافة صفات مشتركة، فكل منهما بمعنى الفهم العميق, وحدة النظر، والعلم هو محور هذين الطيفين. ويرى الكاتب أن النموذج الذي يمكن أن يكون حامل راية حركة التحول في المجتمع الديني هو الفقيه المثقف والمثقف الفقيه، وليس الفقيه البعيد عن العصر الحاضر, أو المثقف البعيد عن الإسلام. ” 6 ”

المرأة

       إن مقداراً كبيراً من أعمال زكي الميلاد تتعلق بحقوق وشؤون المرأة, إلى حد جعله يعد هذه المسألة من أشد المسائل إثارة للجدل في الفكر الإسلامي المعاصر. ويقول الكاتب بعد أن يبحث عن نظرة الإسلاميين حول المرأة في الأدبيات الإسلامية, أن هذه الأدبيات تربط كرامة المرأة بالطهارة والعفة لا بالحق والحقوق، أما الأدبيات المخالفة فترى أن كرامة المرأة هي في حقوقها, وليس في عفتها وطهارتها. ومن بين المفكرين الإسلاميين الذين بحث زكي الميلاد في كتاباتهم يمكن أن نذكر: منير شفيق، هبه رؤوف عزت، محمد رشيد رضا، محمد الغزالي، طه جابر العلواني، السيد محمد خاتمى، يوسف القرضاوي, وأمثالهم.

       وتتمثل خشية الكاتب في أن تعرض المرأة عن الفكر الديني, وتلوذ بالغرب لتحصل على حريتها، لأن المرأة التي هي في طور النمو في المجال العلمي والثقافي، والتي نعبر نحن الإسلاميين عنها بـالرشيدة، إذا وجدت أن الفكر الديني لا قدرة له على رد الاعتباراليها, وإعادة ثقتها بنفسها، ولا يتيح لها فرص التقدم, والمشاركة في مسؤوليات اجتماعية كبيرة.

       ويقترح زكي الميلاد بهذا الصدد فكراً جديداً وإصلاحاً لشأن المرأة، والحقائق والملاحظات التي وجدها الكاتب في بحثه في الكتابات الإسلامية المنشورة حول المرأة, ” 7 ” هي كالتالي:

       1 ـ إن كثيراً من هذه الكتابات هي كتابات انفعالية, وردود أفعال على الإشكالات التي أوردتها الجماعات غير الإسلامية.

       2 ـ إن أكثر ما كتب في شأن المرأة كان بواسطة كتاب من الرجال، وفي الحقيقة إن النساء أقل تناولاً للمسائل التي تخصهن.

       3 ـ يلاحظ على هذه الكتابات النظرة السطحية، والتكرار، وهي سمات بارزة لكثير من هذه الكتابات..

       4 ـ تركز المؤلفات الإسلامية حول المرأة على الجانب الأخلاقي كالسفور، الاختلاط بين الجنسين، ذم التقليد في السلوك للمرأة الغربية, وقلما تتناول المسائل الاجتماعية والتربوية والتعليمية.

       5 ـ القصور البيّن في هذه المؤلفات هو غياب الجانب الوصفي والإحصائي, مما يعني افتقادها العنصر الأساسي للبحث العلمي.

       6 ـ هناك مسافة بين البحث النظري والتطبيق العملي، وما زالت الترسبات الفكرية والتقليدية مسيطرة, ولها تأثير أقوى من النظريات الإسلامية. ” 8 ”

النظام العالمي الجديد

       من المسائل الأساسية في الفكر السياسي في مجال العلاقات الدولية مفهوم النظام العالمي الجديد. إن الإسلاميين لهم نظرة حول هذا المفهوم تختلف عن غيرهم في العالم العربي. ونسبية هذه الظاهرة وزوايا النظر المتعددة إليها له أثر في اختلاف الرؤى، ولكن لأن القوة المؤثرة والحضور السياسي للإسلاميين أكثر من الأحزاب والأيديولوجيات والفرق الأخرى، لهذا فقد قام زكي الميلاد ببحث رؤية هذه الجماعات لمفهوم النظام العالمي الجديد. ومن الذين اهتم زكي الميلاد ببحث أفكارهم: الشيخ محمد مهدى شمس الدين ـ لبنان ـ، راشد الغنوشي ـ تونس ـ، محمد سعيد رمضان البوطي ـ سوريا ـ، محمد المسير ـ مصر ـ، السيد محمد حسن الأمين ـ لبنان ـ، الشيخ سيد بركه ـ فلسطين ـ, ومحمد مورو ـ مصر ـ.

       وخلاصة الأفكار التي يشترك فيها الإسلاميون في نظر الكاتب, هي كالتالي:

       1 ـ تغير العالم من نظام الأقطاب المتعددة إلى نظام القطب الواحد, الذي تريد أمريكا فيه أن تكون المتسلطة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً على العالم.

       2 ـ النظام العالمي الجديد يواصل مسيرة الإستعمار والاستغلال, ولم يغير تعامله مع العالم الثالث إلا بالشعارات الخداعة.

       3 ـ هذا الاتجاه العالمي الجديد سيكون حرباً على الإسلام أكثر من ذي قبل.

       4 ـ النظام العالمي الجديد الذي تتسلط عليه أمريكا سيضيق الخناق على الحركات الإسلامية، وسوف يواجه كل ما هو ضد الحضارة الغربية بنظره.

       5 ـ من الممكن ألا يكون سقوط الشيوعية في مصلحة الإسلام والمسلمين على رأي البعض. ” 9 ”

       6 ـ النظام العالمي الجديد يفرض على المسلمين أن يجروا تغييرات جوهرية في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، وأن ينسجموا مع الوضع العالمي الجديد.

       ويقول زكي الميلاد في معرض تقييمه لوجهات نظر الإسلاميين:

       1 ـ على الإسلاميين أن يبحثوا ويحققوا أكثر حول النظام العالمي الجديد، ويعطوا آراءً على أساس الواقع.

       2 ـ بعض هذه الآراء واقعة تحت تأثير عوامل مثل أزمة الخليج الثانية، الحروب الصليبية، الاستعمار الغربي، ولذا لم يتنبهوا إلى الجوانب الأخرى لهذه الظاهرة.

       3 ـ إن نظرة الإسلاميين في هذا الشأن تنطلق من صراع السلطة الأمريكية مع المسلمين والأحزاب الإسلامية، والحال كما يقول السيد محمد حسين فضل الله يمكن العثور على ثغرات في السياسة الدولية يمكن النفوذ منها.”10″

       4 ـ إن أكثر كتابات الإسلاميين تتناول الأخذ والرد حول هذه الظاهرة, وتقصد توعية الناس واستثارتهم. والمهم اليوم هو تطوير أساليب العمل, والبرامج والخطط المناسبة للخروج من هذا المأزق.

       5 ـ بدلاً من أن تتخذ الحركات الإسلامية موقف رد الفعل والسلوك الانفعالي تحتاج إلى تغييرات هامة في بنائها الداخلي. ” 11 ”

       هوامش :

       1 / الفكر الإسلامي.. قراءات ومراجعات، زكى الميلاد، مؤسسه الانتشار العربي، الطبعة الأولى، 1999م، ص5.

      2 / مجلة العالم.لندن, السنة الثامنة، العدد 399، أكتوبر1991م، حوار مع د. محمد عماره.

       3 / رؤية إسلامية معاصرة: إعلان مبادىء، تقديم: د. احمد كمال أبوالمجد، القاهرة، دار الشروق، 1992م، ص 57.

       4 / العالم، السنة السابعة، العدد 357، كانون الأول/ ديسمبر، 1990.

       5 / الفكر الإسلامي.. قراءات ومراجعات، ص 90 إلى 93.

       6 / فقيه روشنفكر وروشنفكر فقيه، زكى الميلاد، ترجمة: بهزاديان، بكاه حوزه، العدد 3، ص 18.

       7 / الفكر الإسلامي، ص 119 إلى 136. ترجمة هذا الفصل من هذا الكتاب جاءت في العددين المتتاليين 70 و 71 من مجلة بكاهحوزه ( فجر الحوزة ) عبدالله امينى.

       8 / نقدى برنكرش إسلامي به زن، ( نقد النظرة الإسلامية للمرأة ) زكى الميلاد، ترجمة: عبدالله امينى، بكاه حوزه، العدد 75، ص 23و 24.

       9 / منبر الحوار, حوار مع فهمي هويدي، بيروت، السنة الخامسة, العدد 19، خريف 1990م.

       10 / البلاد حوار مع السيد محمد حسين فضل الله، السنة الثانية، العدد51، تشرين الأول/أكتوبر1991 م.

       11 / الفكر الإسلامي, ص 164 و 165.

زر الذهاب إلى الأعلى