تواصل الكتابات حول تعارف الحضارات
مازال الاهتمام يتواصل ويتراكم بفكرة تعارف الحضارات التي تنسب إلى الأستاذ زكي الميلاد, وتحضى باهتمام الكتاب والباحثين الذين يتطرقون إلى الحديث عن العلاقات بين الحضارات. فقد بدأت هذه الفكرة تصنف كنظرية ثالثة إلى جانب نظرية صدام الحضارات, ونظرية حوار الحضارات, وتصور على أنها النظرية الأقرب إلى التصور الإسلامي في هذا المجال.
وفي هذا النطاق نشرت خلال الآونة الأخيرة مجموعة من المقالات في عدد من الصحف العربية التي تطرقت إلى تلك الفكرة, وأشارت إليها باعتبارها فكرة جديدة, أو فكرة ثالثة تنتمي إلى مجال التصور الإسلامي.
ومن هذه الكتابات ما نشرته الكاتبة السعودية سهام القحطاني في مقالة لها بعنوان (استدعاء التاريخ) نشر في ملحق المجلة الثقافية, وهو ملحق ثقافي أسبوعي يصدر مع صحيفة الجزيرة السعودية. وفي هذه المقالة أشارت الكاتبة إلى إننا أمام حوار الحضارات أو صراعها نقف أمام ثلاث نظريات هي, صراع الحضارات التي تبناها الكاتب الأمريكي هنتنغتون, وحوار الحضارات التي تبناها المفكر الإسلامي الفرنسي روجيه غارودي, وتعارف الحضارات التي تبناها المفكر زكي الميلاد. وقد نشرت هذه المقالة في العدد52, الاثنين 29 مارس 2004م. وفي وقت سابق أشارت الكاتبة سهام القحطاني أيضاً إلى فكرة تعارف الحضارات, فبعد أن نقلت نصا للأستاذ زكي الميلاد عرفته بأنه صاحب نظرية تعارف الحضارات. وهذه الإشارة وردت في مقالة بعنوان (عبادة التاريخ.. حضارة أم تخلف؟) نشر أيضاً في ملحق المجلة الثقافية, العدد 49, الاثنين 8 مارس 2004م.
وفي صحيفة الوطن السعودية نشرت الأكاديمية السعودية أميرة كشغري مقالة بعنوان (سباق الحضارات) حيث اعتبرت أن في مقابل ما بدا من مؤشرات لصدام بين الحضارات, طرح عدد من السياسيين والمثقفين مشروع حوار الحضارات لروجيه غارودي ليكون حسب رأيها منطلقا فكرياً وسياسياً تبنى عليه العلاقات الدولية, ونظرية تعارف الحضارات لزكي الميلاد ولتكون طريقا للخروج من الإشكالية الثنائية التي كرست حسب قولها الطابع الجدلي بين مقولتي حوار الحضارات وصدام الحضارات. نشر هذا المقال في العدد 1355, الثلاثاء 15 يونيو 2004م
وفي صحيفة المحروسة المصرية نشر الكاتب المصري هشام الناصر مقالة بعنوان (رؤية في دعاوي الصدام والحوار). تطرق فيه إلى ردود الأفعال العربية والإسلامية تجاه ما يسمى بصدام الحضارات, حيث اعتبر أن هناك من أقر بالصدام بين الحضارات وألقى باللائمة المشتركة على الطرفين, وهناك من طالب بحوار بين الحضارات في رؤية انتقادية ثقافية وتشخيصية, وهناك من طالب بتمهيدات أسماها تعارف الحضارات قبل الحوار والخوض في الغمار, وهي دعوة كما يقول الكاتب أطلقها المفكر الإسلامي زكي الميلاد مستوحاة أساساً من القرآن الكريم. ويرجع تاريخ هذا المقال إلى الأربعاء 16 يونيو 2004م. إلى جانب العديد من المقالات والدراسات التي نشرت قبل هذا التاريخ وبعده أيضاً.