30 ـ 3 ـ 2013

تجديد الفكر الديني في مسألة المرأة

تحت هذا العنوان نشر الباحث الجزائري الأستاذ في جامعة وهران الجزائرية الدكتور صايم عبد الحكيم مقالة تطرق فيها لرؤية الأستاذ زكي الميلاد حول هذا الموضوع، وذلك بالعودة إلى كتابه (الإسلام والمرأة.. تجديد التفكير الديني في مسألة المرأة).


نشرت هذه المقالة في مفتتح ملف حول علاقة المرأة بالفلسفة تم إعداده من جهة جامعة وهران في غرب الجزائر، نشرته صحيفة الجزائر نيوز اليومية، في ملحقها الثقافي الذي يحمل عنوان الأثر، وهذا هو نص المقالة:


 


تجديد الفكر الديني في مسألة المرأة
يقترح المفكر المعاصر زكي الميلاد، صاحب نظرية تعارف الحضارات على طريقة الفيلسوف الشاعر محمد إقبال، رؤية جديدة لمسألة المرأة من خلال إثارة سؤال: “موضوع المرأة لن يتغير أو يتجدد في داخل الفكر الإسلامي وبالشكل الذي تقبل به المرأة وتتناغم معه، ما لم تساهم المرأة نفسها في تغيير وإصلاح رؤية الفكر الإسلامي لمسألة المرأة، فهل تستطيع المرأة أن تنهض بهذه المهمة؟“.
لقد كان وفيّا لهذا المبدأ عندما استدعي ليحاضر بالأردن في صيف 1995، فاشترط على المنظمين ندوة “المرأة في الخطاب الإسلامي المعاصر”، أن تكون امرأة معقبة على ورقة بحثه، وبالفعل كانت الدكتورة عيدة المطلق الناشطة في حقل العمل النسائي مشاركة بورقة نقدية، لأن المفكر السعودي يؤمن حقيقة بأن “موضوع المرأة من الأولى أن تتحدث عنه المرأة، وليس الرجل الذي استحوذ على الموضوع، وكأنه المخول بالحديث عنه، وبالشكل الذي ضاقت به المرأة ذرعا منه”، خاصة بعد نهضتها في ميادين العلم والتعليم ومجالات العمل والنشاط العام. فماذا قالت الجامعية -أي الأستاذة عيدة المطلق- في تعقيبها على ورقة زكي الميلاد؟
اتسمت ورقة بحثه “بالإيجابية والطموح، ويبرز فيها تطلع واضح نحو التغيير، كما تسود فيها رغبة واضحة، وغيرة مخلصة على المشروع النهضوي الإسلامي المستقبلي، الذي تندمج فيه جميع شرائح المجتمع، ولكل فرد موقع خاص”، لأنها تناولت موضوع المرأة في إطار المفاهيم القلقة التي تميزت بالطابع الإشكالي مثل الجبر والاختيار، والتراث والمعاصرة، إلا أن الناقدة اعتبرت ظاهرة القلق مسألة صحية ولكنها غير كافية، لأن إشكالية المرأة المسلمة بعامة، والعربية بخاصة، ارتبطت “بالإشكالية الأشمل للتطور الحضاري للأمة، وما أصابه من بيات وسكون عدمي، امتد عبر حقبة طويلة من الزمن، وفوق ذلك كله فإن جذورها تمتد إلى ما كان سائدا قبل الرسالة المحمدية الخالدة”. وهكذا أوجدت الباحثة مساحة مشتركة مع صاحب الموضوع لأن ما يكتب عن المرأة كثيرا ما يتجاهل مناهج وأخلاقيات البحث السوسيولوجي العلمي المنظم، وفي نقده للأدبيات الإسلامية باعتبار أنه يغلب عليها “الانفعالية والدفاعية في الرد على الشبهات والإشكاليات التي تثيرها الأقلام والتيارات غير الإسلامية”، تعترف الأستاذة بقيمة تحليل زكي الميلاد عندما “وضع يده على ظاهرة تقليدية ما يكتب، حيث أن أغلب الطروحات المتعلقة بالمرأة تنطلق من أحكام مسبقة”، وفي هذا السياق النقدي ما ذكره من خصائص مثل “ضعف المرأة بتأهيل ذاتها، وفي القيود التي تفرضها على نفسها بعد الزواج، وفي ضعف المشاريع النسائية، وضعف الحالة التعاونية بين النساء”، لكن الأستاذة عيدة المطلق، تعتبر هكذا انتقادات لها ما يبررها، فمسؤولية الباحث أن يقترح لحظات التجاوز حتى تنتقل المرأة من وضع التابع إلى وضع الفاعل من خلال إعادة النظر في أنماط التأهيل والإعداد التي تتدرب فيها المرأة، بحيث تستجيب لتحديات القرن الجديد: الديمقراطية وحقوق الإنسان والتكنولوجيا والاتصال وثورة المعلومات.
أ. د. صايم عبد الحكيم*
نشرت المقالة بتاريخ الاثنين 18 مارس 2013م، العدد 389

زر الذهاب إلى الأعلى