بين الحرية و الضرورة
في زاويته بصحيفة اليوم كتب الأستاذ نجيب الزامل مقالة بعنوان ( بين الحرية والضرورة ) تحدث فيها عن رؤية الأستاذ زكي الميلاد لفكرة الاختلاف والتنوع. وهذا نص المقال:
(الدستور الإلهي, قوى مطلقة تحكمها وتنظمها قوانين
)
..المازني
( زكي الميلاد ) مفكر متئد يميل للفكر الاحتوائي و لا يميل للتجزئي, ولعل هذه مهمة المفكرين أصحاب الاتئاد والتأمل, و أنا لا شك مأخوذ بهذا الرجل البسيط السمت الذي يحمل عقلاً وضميراً عميقي الإنسانية, وأنت لا تحب أن تناقش إلا من هم في مكان سامق, تحب أن تتطلع إليهم من مكانك في الوادي.. وهو تتطلع فيه الكثير من السؤال وإعادة التقليب في الطرح مهما علا, أو لأنه في علوه.
ويصر السيد الميلاد على أن الاختلاف والتنوع هما السمتان اللتان لا بد أن نقر بطبيعة وجوديهما لتنظيم الانسجام في المجتمع, وأنا أتفق معه كل الاتفاق وهو لا يحتاج مني ذلك, لأن هذا من طبيعة كل الوجود, التنوع في التوحد الشامل.. فكل فرد يخرج من أحضان الحياة إنما هو نموذج قائم بذاته مختلف عما سواه.. إننا باختلافنا النشوئي, وخلقنا المتواصل, أبلغ تعبير عن حرية الحياة.
والميلاد من فرسان الحرية الذين يريدونها محلقة إلى السماء, ونميل لتأكيد طوباوية هذا العقل المجنح في تصوره, لأن واقع الضرورة والحتم يرسم بمشاهد الحياة أنه ليس في الحياة حرية مطلقة فيما يبشر به الحالمون بالحرية, ولا ضرورة مطلقة فيما يدعيه محاربو الحرية, هي حرية لابد أن تكون من خلال قيود نسبية, هي القوانين التي تحترم, والعقائد التي لا تمس, وهذا يعني ضرورة نسبية يفرضها القانون والعقيدة, أي أن تنساب وتتكون الحرية تجسيما ضمن القيد. أو سمه الإطار الذي يحميها من التشتت والانحلال.. والفناء!
ونوافق أستاذنا الميلاد في نظرته في الاختلاف, فالحرية علة وجودها التنوع والاختلاف, ونضيف بأن الضرورة تفرض أسبابها فيما يجب أن تتشابه به الأشياء.
وللأستاذ تقديرنا !