الميلاد يدعو إلى تجديد رؤيتنا إلى العالم

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة المدينة، اليومية الصادرة في مدينة جدة غرب السعودية، مراجعة لكتاب الأستاذ زكي الميلاد، والموسوم ب(نحن والعالم.. من أجل تجديد رؤيتنا إلى العالم)، أعد هذه المراجعة الكاتب السعودي علي الشريحي، ونشرت في صفحة الكتب، وهذا نص المراجعة:
ضمن مطبوعات نادي أبها الأدبي صدر مؤخرًا كتاب «نحن والعالم.. من أجل تجديد رؤيتنا إلى العالم» تأليف الباحث زكي الميلاد، وقامت بطباعته دار الانتشار العربي في بيروت، يقع الكتاب في 375 صفحة من القطع المتوسط، وقد قسمه مؤلفه إلى أحد عشر فصلاً، تناولت: منظورات في الرؤية إلى العالم، وكيفية فهم العولمة، وماذا نريد من حوار الحضارات، وتعارف الحضارات، وتأملات في تجربة حوار الأديان، والتجربة الماليزية انطباعات وتأملات، والغرب وصدام الحضارات، والغرب والآخرون، والغرب وسؤال الهوية، وهل الغرب في أزمة؟، وإصلاح الرؤية إلى العالم، التي تتناولها المؤلف في خمسة مباحث تتمحور حول بناء النزعة الإنسانية، وتنوعنا الخلاق، وعبور الانقسام، وبناء الثقة، والتضامن من أجل أخلاقيات عالمية جديدة.
حيث يشير المؤلف الميلاد في مبحثه الأخير، إلى أنه عندما طرحت مقولة العولمة وما صاحبها من هواجس ومخاوف وشكوك، عبرت عنها أمم العالم المتعددة الثقافات والقوميات واللغات، من أجل أن لا تتحول هذه العولمة إلى إمبريالية جديدة غايتها الهيمنة والسيطرة على مساحات واسعة من العالم، أو تنتهي إلى فرض الاتجاه الواحد، وتنميط العالم، والاستفراد به، والتحكم في ثرواته وسرقة أمواله إلى غير ذلك من تسميات.. ولكن عندما طرحت مقولة مكافحة الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأصبحت المقولة الأكثر تداولاً وانتشارًا وتحريضًا على مستوى العالم برمته، في مقابل ذلك لم تظهر مقولة تقابل هذه المقولة وتوازيها.
ويؤكد الميلاد في مقدمته للكتاب أنه حينما كنا نتحدث سابقا عن العالم، كنا نتصور أننا نتحدث عن عالم تفصلنا عنه مسافات بعيدة، نتخيل معها البحار والمحيطات والصحاري والجبال والتضاريس الجغرافية الأخرى، وكيف أن العالم يختلف عنا في أشياء كثيرة، ونختلف عنه في أشياء كثيرة أيضًا، مشيرًا إلى أن هذه الصورة عن العالم جعلتنا نعتقد أننا في عزلة شديدة عن العالم، وأننا بعيدون عنه وهو بعيد عنا.
أما اليوم فإن الصورة تختلف جذريًا حين نتحدث عن العالم، فلم يعد العالم البعيد أو الغريب أو المقطوع عنا، فقد أصبح العالم في إدراكنا كأنه جزء منا ونحن جزء منه، وبدأنا نتخيل أنه قريب منا ونحن قريبون منه، وبات الحديث عنه وكأنه حديث عن عالمنا نحن، وليس عالم غيرنا، الذي لا نعرفه ولا نمتّ إليه بِصِلة، لافتا إلى ضرورة أن نجدد رؤيتنا إلى العالم لكي نحافظ على وجودنا وبقائنا، ونتغلب على ضعفنا وعجزنا وجهلنا وتخلفنا، ومن أجل أن نستفيد من تلك المنجزات والمكتسبات العلمية والحضارية، ونعرف ماذا نريد وحتى نكتشف طريقنا إلى المستقبل لأن المستقبل لن يكون خارجا عن العالم.
نشرت المراجعة بتاريخ: الأحد 22 ذو الحجة 1434هـ/ 27 أكتوبر 2013م، العدد 18449، زاوية الكتب، ص 33.