|
|
اختار المفكر المغربي محمد عزيز الحبابي (1923 - 1993م) مفهوم الشخصانية معبرًا به عن فلسفته، مفاضلا بهذا المفهوم على مفهوم الذاتية، مشتهرًا في الأدبيات العربية بفيلسوف الشخصانية. واختار المفكر الباكستاني محمد إقبال (1294 - 1357هـ/1877 - 1938م) مفهوم الذاتية معبرًا به عن فلسفته، مفاضلا بهذا المفهوم على مفهوم الشخصانية، مشتهرًا في الأدبيات العربية بفيلسوف الذاتية.
وبهذا نكون أمام فلسفتين متفاضلتين على بعضهما مبنى، ومتجاورتين معنى، ومتباعدتين مكانًا، ومتصلتين موضوعًا. لكل واحدة منهما حكمتها ودلائلها وإشاراتها الإنسانية والأخلاقية والفكرية
 |
|
|
على رغم أن معظم موضوعات المنطق إن لم يكن جميعها، لها صلة بوجه من الوجوه بقضية الحوار، إلا أن الظهور الأوضح لهذه القضية، تمثل متجليًا في موضوعين هما: الأول: صناعة الجدل أو آداب المناظرة، والثاني: صناعة المغالطة بأقسامها اللفظية وغير اللفظية.
وبهذين الموضوعين إلى جانب موضوع الخطابة، ينتقل المنطق من عالم الذهن إلى الموضوعات الخارجية، متجهًا إلى الجماعة الإنسانية
 |
|
|
تفردت علاقة المنطق بفكرة الحوار بخاصية مميزة، فارقت بينه من هذه الجهة مع باقي العلوم والمعارف الأخرى على أقسامها، تحددت هذه الخاصية في النظر إلى ظاهرة الحوار بما هي ظاهرة. فالنظر هنا متجه إلى الظاهرة ذاتها، بقصد تصويبها وتسديدها، لكي تجري عملية الحوار بطريقة سليمة وصحيحة، متقيدة بالمنهج، ومنضبطة بالقواعد والأصول التي يعرف بها علم المنطق.
 |
|
|
هناك مفارقة أراها مدهشة تستحق التوقف عندها والنظر فيها، جمعت هذه المفارقة وفارقت بين حالتين، حالة قديمة ترتد إلى القرن العاشر الميلادي حدثت مع الفيلسوف أبي نصر الفارابي (260-339هـ/874-950م) الذي جمع بين حكيمين من حكماء اليونان هما: أفلاطون (427-348 ق.م) وأرسطو (384-322 ق.م)، وحالة حديثة تعود إلى أواخر القرن العشرين حدثت مع الدكتور محمد عابد الجابري (1935-2010م) الذي فرق بين حكيمين من حكماء المسلمين هما: ابن سينا (370-428هـ/980-1037م) وابن رشد (520-595هـ/1126-1198م).
 |
|
|
يفتح الاقتران بين فكرة الحوار ونظرية التواصل أفقًا فكريًا حيويًا، يثري فكرة الحوار عمقًا، ويضيف لها وزنًا، ويضعها أمام خبرة معرفية ونقدية فعالة ومهمة، من وجه آخر، يتيح لنا هذا الاقتران إمكانية تطوير فكرة الحوار بنية وتكوينًا وأفقًا، بالمقايسة على نمط الطريقة التي طور فيها المفكر الألماني البارز يورغن هابرماس نظرية التواصل، أو النظرية التواصلية كما عرفت في الأدب الأوروبي الحديث، وبفضل هابرماس اكتسبت هذه النظرية ثراء معرفيًا، وتراكمًا نظريًا، وخبرة نقدية.
 |
|
|
في ظل تفشي جائحة كورونا وانتشارها الواسع والعابر بين البلدان والمجتمعات على اختلافها وتباعد المسافات بينها، اتخذت لمواجهتها والحد منها حزمة إجراءات احترازية ووقائية فعالة، كان من أبرزها إجراء له طبيعة اجتماعية عرف بتسمية "التباعد الاجتماعي"، التسمية التي قفزت إلى المشهد العام ولقيت رواجا واسعا، وأصبح العالم ينطق بها، ويتحدث عنها، بمختلف لغاته وألسنته الفصيحة والدارجة، هذه التسمية بهذا الصك البياني، وبهذا التركيب الثنائي، سوف تتخطى وضعية الإجراء الاحترازي المؤقت، لتصل لاحقا إلى وضعية المفهوم المحكم والثابت
 |
|
|
قدم الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه: (نحن والتراث.. قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي) الصادر سنة 1980م، صورة محبطة وصادمة للغاية عن الفيلسوف الإسلامي الشهير ابن سينا، قالبا منزلته الفكرية الرفيعة هابطا بها إلى الحضيض، وواضعا إرثه العلمي والفلسفي الواسع والكبير في خانة متردية، كاشفا -حسب قوله- عن الوجه الآخر المخفي له، مطلقا عليه أحكاما وتوصيفات تسلب منه كل مزاياه ومناقبه، ومصطفا إلى جانب أسلافه المغاربة السابقين، مصورا أن سمعة ابن سينا في أوساطهم لم تكن على ما يرام، فقد تجاهله ابن باجة، ونقده ابن رشد، وضعفه ابن سبعين
 |
|
|
تحتفظ الفلسفة بسيرة طويلة مع الحوار فكرة وطريقة، ترتد هذه السيرة إلى الأزمنة القديمة، متصلة بعظماء الفلسفة اليونانية، وفي طليعتهم سقراط (470-399 ق.م) وتلميذه الكبير أفلاطون (427-348 ق.م). فقد عرف عن سقراط واشتهر بالحوار متخذا منه نهجا للتعليم، وأسلوبا للتأثير، وطريقة للتواصل الفكري والاجتماعي، متفردا بهذه الطريقة الحية والفعالة التي تحولت عنده إلى نمط حياتي، متحددا في ممارسات يومية، ظل مندفعا إليها برغبة شديدة، مجسدا سيرة أعظم شخصية حوارية في تاريخ الفلاسفة قديما وحديثا.
 |
|
|
اعتنى الباحث المغربي الدكتور محمد سبيلا بفكرة الحداثة، وبقي مهموما بها ومنشغلا، مدافعا عنها ومنافحا، منخرطا فيها ومنتميا، مقدما حولها قراءات ومطالعات فكرية ونقدية جاءت متتالية في تأليفات ومقالات متراكمة. فالحداثة هي الموضوع الأثير بالنسبة للدكتور سبيلا، وأصبحت -حسب قوله- الناظم الذي يؤطر ويستجمع روح اهتماماته الفكرية كافة.
من بين أقوال الدكتور سبيلا عن الحداثة، أثار انتباهي قول أبان عنه في عنوان مقالة له وسمها: (من الحداثات إلى الحداثة)
 |
|
|
تشكل في مشرق العالم العربي في ثمانينات القرن العشرين تصور جديد حول المفكر الجزائري مالك بن نبي (1322-1393هـ/1905-1973م)، قوامه المطالبة بالعودة إليه، وإعادة الاهتمام به، ليكون حاضرا في دائرة التذكر وبعيدا عن الخفاء والنسيان، وذلك لتميزه الفكري والحضاري من جهة، ورفع ما لحق به من تجاهل وتهميش من جهة ثانية، وحتى يأخذ موقعه الفكري اللائق به من جهة ثالثة.
 |
|
|