|
|
اعتنى الباحث المغربي الدكتور محمد سبيلا بفكرة الحداثة، وبقي مهموما بها ومنشغلا، مدافعا عنها ومنافحا، منخرطا فيها ومنتميا، مقدما حولها قراءات ومطالعات فكرية ونقدية جاءت متتالية في تأليفات ومقالات متراكمة. فالحداثة هي الموضوع الأثير بالنسبة للدكتور سبيلا، وأصبحت -حسب قوله- الناظم الذي يؤطر ويستجمع روح اهتماماته الفكرية كافة.
من بين أقوال الدكتور سبيلا عن الحداثة، أثار انتباهي قول أبان عنه في عنوان مقالة له وسمها: (من الحداثات إلى الحداثة)
 |
|
|
تشكل في مشرق العالم العربي في ثمانينات القرن العشرين تصور جديد حول المفكر الجزائري مالك بن نبي (1322-1393هـ/1905-1973م)، قوامه المطالبة بالعودة إليه، وإعادة الاهتمام به، ليكون حاضرا في دائرة التذكر وبعيدا عن الخفاء والنسيان، وذلك لتميزه الفكري والحضاري من جهة، ورفع ما لحق به من تجاهل وتهميش من جهة ثانية، وحتى يأخذ موقعه الفكري اللائق به من جهة ثالثة.
 |
|
|
تظهر صورة ابن رشد (520-595هـ/1126-1198م) في المجالين العربي والإسلامي وحتى الأوروبي بتمثلات متعددة، تتضارب فيها وجهات النظر وتتباين بطريقة لا تحدث في عالم الفكر والمعرفة إلا نادرا، ولا تنطبق إلا على نمط من الأشخاص هم أولئك الذين يصعب قراءة أثرهم ومنجزهم بصورة أحادية أو إجماعية، على شاكلة ما حدث ويحدث مع ابن رشد في هذه الأزمنة المعاصرة.
من هذه التمثلات المتعددة لصورة ابن رشد التي تضاربت فيها وجهات النظر وتباينت، صورته التنويرية وعلاقته بالتنوير، وفي هذا النطاق يمكن طرح التساؤلات الآتية: هل كان ابن رشد تنويريا؟ هل يصح ربط ابن رشد بفكر التنوير؟
 |
|
|
اشتغل الباحث اللبناني الدكتور عادل ضاهر على نقد الفلسفة الغربية التي درسها ودرّسها تعلما وتعليما، مقدما عملا فلسفيا كبيرا، تكوّن من أربعة أجزاء تناول فيه بالتحليل والنقد أهم الاتجاهات الفلسفية في الغرب التي تصدت إلى المشكلات الكبرى في أربعة ميادين هي: فلسفة الأخلاق، وفلسفة الدين، والفلسفة السياسية والاجتماعية، وفلسفة العلوم الاجتماعية، متطلعا من هذا العمل الوصول إلى بناء نظرة فلسفية شاملة ومتماسكة نرتكز عليها في التحليل الفلسفي لتلك القضايا الفلسفية الكبرى.
 |
|
|
حدد المفكر الفرنسي ميشيل فوكو (1929-1984م) موقف عصره كله من هيجل وفلسفته في نص بليغ وشهير قائلا: (إن عصرنا كله سواء من خلال المنطق أو من خلال الإبستمولوجيا، وسواء من خلال ماركس أو من خلال نيتشه، عصر يحاول أن يفلت من هيجل)، أراد فوكو من هذا النص أن يكشف عن وجهة الفلسفة في عصره كله، قاصدا بالطبع المجال الأوروبي والغربي حصرا وتحديدا.
تميز هذا النص بقوة المعنى، واكتسب قوة الحضور والتداول، وبات نصا حاضرا لا غنى عنه في كل حديث يتعلق بهيجل ونظامه الفلسفي
 |
|
|
ارتبطت الفلسفة منذ عهدها القديم بالسؤال، وحدث هذا الربط بعدما عرف أرسطو الفلسفة واضعا السؤال في قلبها، قائلا عنها: إنها أسئلة الأصل فيها دهشة الإنسان من الظواهر التي تحيط به، واستنادا لهذا القول اعتبر المفكر المغربي الدكتور طه عبدالرحمن في كتابه: (الحق العربي في الاختلاف الفلسفي) أن الفلسفة لم تشتهر بشيء اشتهارها بممارسة السؤال، ولم يطبق المشتغلون بها على شيء إطباقهم على هذا الوصف.
وإذا كانت الفلسفة بالمعنى الأرسطي القديم قد بدأت بالدهشة، فهذا يعني أنها اتخذت من السؤال منصة لها
 |
|
|
نشر الناقد البريطاني المتحدر من أصول إيرلندية تيري إيجلتون سنة 2000م كتابا عن الثقافة بعنوان: (فكرة الثقافة)، وأتبعه في سنة 2016م بكتاب آخر عنوانه: (الثقافة)، بهذه الخطوة يكون إيغلتون قد ضم الثقافة إلى حقله الدراسي المشتمل على مفاهيم: النقد والنظرية والنظرية الأدبية والأيديولوجيا والحداثة، ومصطفا إلى جانب أولئك المعروفين بدراسة فكرة الثقافة وتحليل حقلها الدلالي.
ما بين الكتابين المذكورين اللذين يفصل بينهما ما يزيد على عقد ونصف عقد من الزمان، وبعد الفحص والمراجعة وقفت على مجموعة مفارقات لافتة،
 |
|
|
اعتنى المستشرقون الأوروبيون بدراسة العلاقة بين الإسلام والمدينة، الإسلام بوصفه دينًا وعقيدة، والمدينة بوصفها تمدنًا وعمرانًا، وحضرت هذه القضية وتباينت حولها وجهات النظر في كتاباتهم ودراساتهم الدينية والفكرية والتاريخية والجغرافية. بين المستشرقين من يرى علاقة الإسلام بالمدينة، وأن الإسلام كان باعثًا للتمدن ونهضة المدن، متخذين من جغرافيا المدن الإسلامية شاهدًا ودليلا، وبين من يرى خلاف ذلك نافيًا أثر الإسلام في تكوين المدينة ونهضتها.
 |
|
|
مع مطلع القرن الحادي والعشرين عادت ظاهرة الإلحاد إلى واجهة المشهد العالمي مرة أخرى، معلنة عن موجة جديدة لعلها الأقوى أو الأنشط في تاريخها الحديث، متغايرة بعض الشيء شكلا ومضمونا عن الموجات السابقة، متحفزة بطريقة كما لو أنها تريد اقتناص هذه الفرصة التي رأت فيها أنها من أفضل الفرص التاريخية المتاحة لها أو التي مرت عليها في تاريخ صراعها الوجودي مع الدين.
 |
|
|
نجح الناقد الفرنسي رولان بارت (1915-1980م) في إثارة الدهشة عندما نشر مقالته الوجيزة والمثيرة (موت المؤلف) في النصف الثاني من ستينات القرن العشرين، مطلقا معها موجة من الجدل والنقاش النقدي العابر بين المجتمعات، الممتد بين الأزمنة، المتحرك وغير الساكن، المتعدد من ناحية التحليل، المتباين من ناحية التقدير، معززا من مكانته الأدبية والنقدية.
أعلن بارت في هذه المقالة موت المؤلف وميلاد القارئ، مغيرا تلك الصورة المتخيلة في الأذهان عن المؤلف، المتوارثة بإرث عظيم من عصور قديمة ترجع إلى ما قبل الميلاد،
 |
|
|